التنمر والأنوثة

اتعرفون ما هو الأمان الأنثوي




هل وقفتِ يوماً أمام الأنثى المرآة  ولغة جسدك لغة جسد المسجون خلف القضبان لتسأليها من أنا ؟
هل نظرتي لخلقك متسائلةً لماذا خلقتني هكذا ياإلهي؟

هل وهل و هل كانت تهل علي كالسجيل ترميها طيور كلماتهم الجارحة لتحرق كتلتي الشحمية الكبيرة وتذيبها بعنف يشوي قلبي على نيران هادئة تقلبني أيام وساعات في ألهبة النقص وعدم الأمان في داخلي ،عدم الأمان من الخروج في الشارع واللعب بحرية الفتاة الصغيرة السعيدة بكونها أنثى فطرت للتمتع بكل دلال بين الجموع وهي تمسك بدميتها كاملة دون التفكير في تحطيمها وتهشيم رأسها أو قص شعرها، عدم الأمان من أن أقول عن نفسي أني جميلة فالاعتراف بذلك كان أكبر هرطقة و خطيئة سأعاقب عليها كما كانت تعاقب الساحرات في العصور القديمة ، فالجمال في مجتمعنا للناس هو دين لا قيمة.




نعم مررت بتلك المرحلة المريرة في مجتمعي الذي جعل من الجمال تصوراً واحداً كما كتبوه في أشعارهم القديمة ،أذكر أول خطوات رقصي كانت الباليرينا رقصت تلك الرقصة وانا ارفع صخور سمنتي على اصابعي وهي تحاول جاهدة ان تخل بتوازني لأسقط على الأرض واعترف للجميع بأنني لست إلاً قبيحة سمينة تحاول أن تكون تلك الريشة التي تطير وتلتف حول نفسها بلدانة كما العجينة.

وبالفعل كانت تسقط دموعي لتسبقني على الأرض وتغسلها فتنزلق أرجل فيلي الصغير على الأرض وأجلس منحية الرأس قابضة جسدي ابكي كما الرهينة .
رهينة ماذا ياهيفاء ستسألني !؟ كنت رهينة طفولة تعاني من السمنة المفرطة والذكورة التي كنت أراها تارة نعمة وتارة لعينة!!

هل تعلم عزيزي القارئ ماذا يعني سجن التنمر أنا أكيدة بأنك تعرفه جيداً مكتوبا ومحفوظا في المدرسة  لأنك قرأته في كتاب لم ينطق من الهوى فقد قال سبحانه وتعالى ربك وربي في كتابه الكريم :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11)
في تلك الآية وبإبداع منه تحت سورة رائعة من سوره  اسمها بذاته رسالة ومعنى (الحجرات) ، والحجرات في معناها العربي الفصيح (الحجارة) أو (الجوهر الصلب) سبحانك ما من شيء ذكرته بباطل وعندما فصلت سورتك بآيتك دخلت في صلب حجرات كل أنسان وحرصت على جوهره المخلوق من طين

ان في الانتقاد والتنمر تعدٍ مجرم على صلب الانسان المخلوق من الله سبحانه فانت تسمح لنفسك ان تهدم بيوتاً خلقت من طين  بمشيئته و قدرته تعالى  لتكون كما تراها امام عينيك ولحكمته لذلك الانسان وليكون قصته الخاصة في هذا العالم الكبير ، فكيف لك أن تتجرأ على أن ترميها بأحجار بيتك الهادمة لتخرب منازلها وتخيف الروح التي فيها ، كيف سمحت لك نفسك بأن تعلن حرب الطغيان و الغزو على غيرك لتهز أمانهم و استقرارهم في حياتهم فقط كي توسع منازل نفسك وجسدك !!




دارت السنوات وتعدت هيفاء تلك المحنة كيفما تعدتها وبقصتها الخاصة والحمدلله استطعت أن أرمم ما أرمم واقسمت العهد على نفسي بأن أمد أذرع روحي لكل إنسان عاش قصتي ولكل انثى بذات هدمت أسوار أنوثتها كما هدمت أسواري ودخل الشك و النقص في عقر جسدي و حفر له غرفا كثيرة بين ثنايا عقلي ، وهذا أحد أسباب اصراري على أن أكون مدربة أنوثة و في عقلي أراها مدربة اسعافات أولية للأنوثة ، أي أنتي لديكي الاستطاعة لإسعاف نفسك وقت الضرورة وعندما يختفي الجميع فجأة منشغلين في ازدحام حياتهم.

__________________________________________________________________________



يما طقعتي



ومن هنا اسمحي لي أن أطرح عليكِ موضوع التنمر القذر وما قد يقحمه عليك في حياتك وغيرك :

قبل خمسة أشهر تقريباً وخلال حلقة لايف على الانستغرام مع متابعاتي وأنا أمد يد العون التي تشدهن من وحول أفكارهن السوداوية في عالمهن نطق صغيري بكلمة عفوية تعكس عفوية روحه التي ورثها مني وسألني سؤالاً طفولياً أحمق (ماما طقعتي)، أي ماما هل اطلقت الريح وعندما مررنا في شارع تحت التصليحات ،وكأمٍ كويتية خليجية عربية في مجتمع تسكنه أجساد النسور وقلوب الثعالب انقلب السوشل ميديا رأساً على عقب وانهالت السباب والشتائم علي من كل قطر في العالم العربي دون رحمة أو معرفة وكان لطفلي ذو الأربع سنوات خضراء رقيقة حبيبي منها نصيب في الواقع لن أقول قتل طفولته بقدر ما جعله يعيش ضباب التساؤل هل أجرمت بحق ماما !!
نعم لقد فهم طفلي ماحدث بذكاء الطفل الوجداني فاختار الانعزال عن اللعب مع الأطفال وصار يفضل اللعب مع ماما لوحدنا في المنزل أنا وهي، كي لا يستوقفني أحد يا ماما بالمجمع والألعاب ويسألني ماما صج طقعت؟ او كل ما يتعلق بمشتقاتها العفنة بعفونة جوهرهم من الكبار قبل الصغار ولا عتب على الصغار !
ضحك الكثير وسخر ، دعت الكثيرات من الأمهات على امه بالموت و النقمة و عدم استحقاقيتها بان تكون اماً وكانوا كما الناس في أيام الجاهلية ممن يقفون حول من يدعون خروجه عن ملتهم ويرجمونه رجم الموت ليش!؟


هل تعلمين من هي تلك الام وما فعلت وكيف ربت ، هل تعلمين بان تلك الام حرصت قبيل حملها وبحملها و بعد خروجه في حضنها على ان تكون هناك لطفلها تلبسه تطعمه تلعب معه تتأكد من صحته ولا تقبل لخادمةٍ أن تلمسه !؟ هل تعلمين بأنها هي من زينت و رتبت حفل استقباله وصنعت بيديها هداياه، هل تعلمين وتعلمين الكثير عما سيحيكه ابنها الصغير عندما يكبر وما رآه منها من حكاياه لصغاره ومن حوله ، طبعاً لا تعلمين .

كانت تلك قصتي مختصرة كأم في وسائل التواصل الاجتماعي ،وفي مجتمع متنمر يعيش تحت مظلة مثالية صنعت من الحلوى التي ان التقطت فلا تلتقط سوى الذباب الحائر الذي يبحث عم قطعة سكر يمتص رحيقها ويطير بعيداً ناشراً امراضه ، واخترت المظلة من الحلوى لان الحلوى والمثالية من صنع الانسان ، ولم اختر العسل لان العسل من فطرة الخالق ويستقطب النحل وهناك فرق .
هل تعلمون أي نوع من التواريخ الافتراضية التي تزرعونها في بطون الانترنت عن الكثير من الأبرياء ، أتعلمون كم من التزييف والكذب الذي تنشرونه لتكتم الحقيقية عن عوالم البشر ، في عالم انتم صنعتموه ، الحمد لله كثيرا ان الاسان ليس هو من يحكم العالم بل الله سبحانه الرحمن الرحيم فهو خلق عالم جميلا حقيقيا يختلف عما يقوم به فعل الانسان وعندما يسكن الشر في قلبه ، لو أعطيت لنفسك دقيقة لتنظر الى الصورة في الأسفل وتتخيل لو ان الله سبحانه سمح لنفسه بأن ينشر حياتك هكذا ويظل تاريخك هذا قسرا وظلما كيف ستكون ياترى ؟! لو تتخيل بأن الله الستير العادل يفعل ذلك تعالى الله عن ذلك كيف ستكون حياتك يامن تسمح لنفسك بالتنمر على الاخرين ؟! فقط تخيل 


وهناك العديد من قصص الكثيرات التي لا نعرف عنها شيئا وتعيش خرساء في عالم الكتمان في قلبها ، والكثيرات أيضا ممن انتشرت قصصهن على وسائل التواصل الاجتماعي :





انتشر في الفترة الأخيرة فيديو لفتاة من دولة خليجية وهي تبلغ من العمر 11 ربيعا وكانت تبكي بحرقة وهي تقول أبي أمي ، وكانت شياطين الانس بجانبها تسقيها مشروبات امراضها النفسية والعقلية ، أمام الملئ فتلقت تلك الطفلة ما تلقت من أحكام وشتائم وأصاب أهلها ما أصابهم من أحكام جاهلة بحقيقة الموقف ككل ، وحقيقة حياتهم التي نجهلها ، كل تساؤلي أنذاك وبعد ما حدث معي قبلها بأشهر كيف للناس ان يتحولوا هكذا وليأخذوا مكانة الله سبحانه بالحكم على البشر وهو من لايحكم إلا بالحق تعالى عن الخلق جميعا.
كيف نسينا أطفالنا وعيوبنا و حياتنا الطبيعية كإنسان والتي تحتوي على فطرة الخالق الصواب والخطئ ، كيف نسينا القصة التي حفظناها في دروسنا في التربية الإسلامية في المدرسة عن الذي قتل 99 نفس وتاب وتاب الله عنه وعفى ، كيف ننسى قصة سيدنا موسى الذي قتل نفسا بالخطأ وتاب الله عليه وهو نبي من الله كيف وكيف ننسى أصلا أخطائنا الخفية التي ندعوا لله خفية ان يغفرها وننشغل في نشر غسيل البشر وهدم حياتهم ، لاتقولوا اين أهلها بل قولوا اين انتم من اهلكم وابنائكم واسركم وماذا يفعلون بالوقت الذي انتم لاهون تنشرون هذه المقاطع التي ماهي الا نوع من التنمر .


قصة أخرى عن التنمر والذي بدأ يتحول لنهاية حتمية كحل واحد لايوجد غيره وانتشر بين الأطفال والكبار لانهاء معانتهم ، قصة الفتاة المصرية التي انتحرت من تنمر مدرساتها بالمعهد للونها وشكلها فرمت بنفسها بضعف النفس والألم من الطابق الثالث وأنهت حياتها لتعطي لكم بداية سعيدة في حياتكم وهي احسن بدش النار أو انت افضل منها ، وبداية تعيسة لأم ربتها وتعبت عليها ؟!! لا تقل ابني أو ابنتي لن يتعرض لما تعرضت لها بالتنمر ألوان وماخفي منه اعظم وانت لست حاضرا في حياتهم طوال الوقت فلا تدري أين القدر يختبأ له ليرد لك فعلتك واعتبار المتعب المرهق الذي قتل نفسه .

وقصة ثالثة لفتاة سمراء بلون الأبنوس وملامح طفولية عفوية بسيطة تتعرض للتنمر للونها وملابسها البسيطة من مدرسها ، وكيف انت بمدرس وهكذا عقلك فكرك ، وانا أوافق بأنك مدرس انت مدرس متمرس في سحق مشاعر الأطفال ومن حولك لأنك تعاني من السحق المتكرر لذاتك المسكينة التي لم توجد ولم نعرف بها الا من خلال تلك الابتسامة السمراء البريئة .


وأخيرا بنهاية مقالاتي كل ما أقوله عزيزي البشري يامن تقرأ سطوري ، من تكتب لك الان أم ، اخت ،مدربة ، ومطلقة تعيش معك في عالم خلقها الله لنا جميعا لا لك انت وحدك ولو أراد الله ذلك لما أوجدنا جميعا معا في هذا العالم فاترك الخلق للخالق ، واسمح للأمان ان يسكن قلبك وقلوب من حولك ، أتعلم لما ذكرت الأمان الأنثوي في بداية مقالتي لأن الأمان قيمة أنثوية موجودة في الانسان البشري وهي التي تحقق الإنتاج البشري المستقر فالأنوثة يعني إنتاجية لذلك وبوجود الأمان الانثوي فيك كي تنتج خلقا مميزا راقي الخلق .


تحياتي 

هيفاء الفزيع 
مدربة فنون الأنوثة


Comments

  1. موفقه هيفاء 👏🏼👏🏼👏🏼 قصص جريئه ولازم نعرضها للعضه والعبره والاستفاده💕

    ReplyDelete
  2. في سنوات حياتي تمرحلت في التعامل مع التنمر منذ نعومة أظافري الى منتصف العشرينات من عمري كنت ارد على التنمر اللي اتعرض له بالبكاء والانعزال ثم اقوم من جديد واحقق اهدافي كنت ولازلت اردد ان اكبر رد على كل من آذاني هو نجاحاتي مش النجاح اللي بمنظورهم لأ النجاح اللي يخليني انا فعلا سعيده حتى لو كان مو بنفس مقاييسهم للنجاح انا وصل التنمر الى داخل فراش الزوجيه الحين وقد أكملت التاسعه و العشرين من عمري وصلت لمرحلة البلاده في المشاعر لأي تنمر يحصل لي وعلى العكس تماما صرت انا اقول اللي فيني واعلنه للناس دون خوف او حتى ذرة اهتمام باللي بيفكرون فيه او يقولونه بس اعترف انا دفعت ثمن تنمرهم علي دفع غالي عطيتهم من نفسيتي وصحتي هذا الوقت اللي قاعدة اقضيه مع الطبيب النفسي وادوية مضادات الاكتئاب كنت اولى فيهم اقضيهم بجو حلو ولا بسفرة ولا بقعدة بنات كلها ضحك وناسه بدون تكلف وتصنع المجتمع تعلمت الدروس الحمدلله دفعت ثمنها غالي لكني كسبت نفسي بالنهايه حتى لو كان متأخر أفضل من ألا أكسبها نهائيا واخسرها كما خسرتها الفتيات من قبلي اللهم يكون في عونهم ويصبرهم شكراً هيفاء

    ReplyDelete
  3. شكرا هيفاء انتى سيده رائعه كل التوفيق والنجاح يارب 🧡

    ReplyDelete
  4. سيدة بمعنى الكلمة👍💕ملهمه كلمات قوية واقعية وهل هناك من يعقل😥مجتمع عقيم
    يبحثون وراء عيوب الغير كتغطية لعيوبهم

    ReplyDelete

Post a Comment